السلام عليكم
المان يونايتد كبير يا سادة
قد تبدو ليالي الإنجليز باردة بطبعها،
فتعكس حالها لشعب لديه من البرودة ما تكفي لتؤهله لأن يكون كذلك في مشاعره وأحاسيسه وأفكاره،
لكن الحال مع مانشستر يونايتد يبدو مختلفاً،
مجبول على النقيض الثائر الذي لا يركن إلى متطلبات البرود الجامدة،
لهذا يبدو مبرراً أن يقترن المان مع لقبه الشهير..شياطين الإنجليز الحمر!!
وبين بياض الثلج البارد، والأحمر لون الجبلة الشيطانية،
مساحة من التأمل التي تجبر أمثالنا لأن يبحروا في تفكيرهم ويمعنوا في تأملاتهم،
التي يرسم خطاهم فيها توثيقهم لتفرد المان عن كل إنجليزي سواه.
وهنا لا نحب أن نستطرد في سرد التاريخ،
الذي للمان فيه ذكريات عدة شابها إنجازات وبطولات وذكريات حملت كثيرين منا لأن يعلنوها ملء أفواههم
"إننا نحبك أيها المان".
بل لعقولنا ولأهوائنا ما يكفي لأن تتبجل بحال المان هذه الأيام،
فالمان هو الأقرب للقب الإنجليز المحلي، ونحسب أن هذا حاله كذلك بالنسبة للأبطال،
وبالتالي يبدو مبررا أن نعد العدة كمانشسترويين لاحتفالات نحسبها بل نحسها قريبة.
كريستيانو رونالدو
أمردُ قادمُ من أحشاء المان الحبلى دائما بالكبار الذين سبقوه،
يحمل راياتهم ينطلق نحو المجد الذي ألفوه،
نسقه يبدو مألوفا حين يتم الحديث عن أقرانه الذين سبقوه،
لكنه في نفس اللحظة يبدو مغايرا أشد مغايرة،
فليس معتادا أن نرى من يحمل راية المنتصف،
يوزع ويعطي ويصنع الأهداف، ليس معتاداً أن نراه أيضاً يسابق الهامات في المقدمة،
يترجم الأهداف، يقصف بها منافسيه،
فتبدو هاماتهم على وجه محرم أشبه ما يكون بالسكارى الذين لا يعون ما الذي جرى ويجري لهم.
وبالتالي فرونالدو نسق جديد بحاجة لتأمل أكثر يبرز ويوضح ويفسر جنبات مجهوله الأخاذ،
يستفيد من خلال هذا التأمل أصدقاؤه وأعداؤه،
وأقصد بالأولين روني وتيفيز إذ لا يبدو مبررا تفوق رونالدو بمفرده على المجموع التهديفي للاثنين.
رونالدو الآن يسبق كل من هم سواه، تهديفيا هو الأعلى، صناعةً وأداءً هو الأرقى،
هو الأمهر عالميا الآن، والأسرع والأكثر إيجابية، لهذا هو الأفضل،
عليه أن يعد العدة لجولات عدة من التتويجات الشخصية المنتظرة.
فيرجسون
حكيم يمتطي جواده الجامحة التي لا يوقف سيرها هنة هنا أو خذلان هناك،
بات مطبوعاً في عقولنا كلوحة فنية راقية الملامح تذكرنا بالمان حيثما رأيناه،
إذكيف يذكر المان الآن ولا يذكر قبطان السفينة الحكيم،
ولا أدري إن كان فيرجسون كحال رونالدو نقضة وضاءة سبقتها مضيئات أخريات،
لكنه حتى إن كان كذلك، فإنه سيبدو الأكثر لمعانا في تاريخ السفينة التي تبحر مختالةً ساخرةً بلجج البحار والمحيطات الكبيرة.
حتى اللحظة لفيرجسون ما يؤهله لأن يجعلنا واثقين به تمام الثقة،
ممسكين بحبل النجاة النادر هذه الأيام، فهو منحنا الكثير، أو هو من منحنا الأكثر،
أجيال وأجيال تنقضي، ليستقر هو دائماً في نفوسنا التي لا تعترف إلا بالكبار
وننتظر الردود